عيد الخاروف

في مدينة الأشباح, حيث الصمت يصول و يجول بجبروت في كل زاوية, حيث السكون يصرخ مدويّاً في أصقاع لحمية و وحشية, حيث جلل الضوضاء لا يتعدّى أزيز أرجوحة زرقاء اعتراها الصدأ
في مدينة أوراق الخريف الذابلة بفحشاء مطر الأمس و كل أمس, حيث أصفر اللون يفترش طرقات خلت من الإنس و الجن, حيث لا حديث يسمع سوى تضرّع أشرعة المراكب المتلاطمة في المرفأ الأكبر و الأقدم.
و تحديدأ في بقعة متناهية إلى اللانهاية في الصغر, هناك من يحوم محتلياً عباءةً من ما تبقى من ظلمة الليل و ما انتشر من سواد غيم الشتاء, هناك من يمشي الهوينى مجتاحاً كل طريق ناشداً قوس القزح, هناك ....أمشي وحيداً في شوارع مارسيليا الحزينة.

لم يستطع نزار أن يكتب عن دمشق دون أن يعرّش الياسمين على أصابعه,  أسواءُ كان هذا شوقاً أم عشقاً, حباً عذرياً أم همجياُ, لم يستطع العملاق أن يحكي كيف تبدو أي مدينة أخرى بمنتهى البشاعة صباح العيد, أي عيد...
لم يعني العيد لي سابقاً أي شيء, و لكني اليوم وجدت نفسي محتذياً في زقاق بغريب آخر خرج من ما يشبه بحانة صغيرة, وراح يمشي و يردد كلامات مألوفة "الله أكبر, الله أكبر لا إله إلا الله, الله أكبر, الله أكبر و لله الحمد, الله أكبر كبيرا, و الحمدلله كثيرا, و سبحان الله بكرة و أصيلا", ترنيمة فرح قد لا يشعر المرء بجمالها إلا عند فقدها.



Comment Or See What Others Are Saying ( 3 comments )

  1. Cute NK2, on December 1, 2009 at 7:48 PM said:
    This comment has been removed by the author.
  2. Sharks, on December 2, 2009 at 9:33 AM said:

    Inshalla next eid u'll be here with us dear! :)

  3. Juxtaposer, on December 2, 2009 at 5:36 PM said:

    @NK2
    Message received dear :)

    @Sharks
    Hopefully :)

Post a Comment