بوووووم
كحل الليل أثقل سماء تلك المدينة التي غرقت بعبق البحر و الباستيس, تماماُ كما أثقل هواء الغربة نبضات قلبي الماضي في طريق الضمور
لم يكن هذا الغريب في الموضوع, فهذا هو حالي في أفضل أحوالي في هذه الأصقاع القاصية, و لكن ليلتي هذه مختلفة الحلّة ليس لأني قررت التناسي و التلاهي كما أفعل عادة مع أشلاء أصدقاء لا تعيض عن نفحات من أخلاء في أفق بعيد , ليلتي هذه كانت مختلفة لأن قبتها ستضاء بسحر ملون عوضاً عن كواكب و مراكب السماء
جلست وسط آلاف أعرف منها حفنة قليلة, مترقبين, مرهفين, ناظرين إلي السماء راجين, و كأن الخالق كان سيتجلى في أي لحظة شفقةَ على إنسايتننا الضائعة في عصرنا التكنولوجي اللاكهنوتي هذا
جلست وسط آلاف كنت قد سقمتها, مشرئب العنق, مشنّف الآذان, راني النظر إلى الثريا و إذا بها تنشطر لتمطر ألوان و أضواء راقصة بتناغم قوسي قزح في شهر العسل
أحمر. أخضر, أزرق, لازوردي, و أطياف لون عدة لا أعرف حتى أسماء لها . و لم يكن بيدي غير أن أدفع بفكي الأسفل لأقفل فاه الذهل خوفا من أن يسقط أحد هذه الأضواء في جوفي.
في تلك اللحظة أحسست و كأني أحد تلك المخلوقات الخرافية التي كانت قبل وجود البشرية. تلك المخلوقات التي شهدت لحظة الإنفجار الكوني الأعظم. و تقاسمت المجرات فيما بينها.
عمّ الضوء في الرحب إمتدادا من وجه البحر في المرفأ القديم إلى أعلى نقطة في جبين السماء الدنيا ولكن....
لم أرى إنعكاس ذاك الضوء في عينيها....